قدمت العديد من عروض الأزياء المميزة بعد أن أصبح لها طابعها الخاص بل الفريد في تصاميم الجلاليب الخاصة بالمناسبات المنزلية والعائلية والسهرات، وتماشياً مع الموضة احتفظت التصاميم بشكلها العام ولكن مع تغيير كبير في استخدام القصات والتطريزات وأنواع الأقمشة والألوان ،ووراء كل تصميم تقوم به هو حكاية حب طويلة تقف وراء اخراج الجلباب بتصاميمه الناعمة وقصاته المبتكرة وألوانه الزاهية، ورانيا البستكي فنانة تتفنن دائما في تقديم الصرعات في أثواب الحناء، منها ما هو مطرز بالفاكهة وأوراق الشجر الطبيعية، وآخر مطرز بسبائك الذهب، ومؤخراً وفي عرضها الذي قدمته في معرض أعراس الشارقة، قامت بتطوير الساري الهندي وقدمته كثوب يتناسب مع العروس وفرحتها بليلة الحناء. وتهتم رانيا البستكي بالجلابية بشكل خاص لأنها تعد جزءا من تراث الامارات، وهي من سعيها المستمر لتطويرها تهتم أيضا بالمحافظة على السمات العامة التي تميزها، فلا معنى لتطويرها وإخفاء هويتها، فرغم النهضة التي تعيشها الامارات الا أن الثوب الإماراتي حافظ على وجوده واستمراريته ولم يتراجع ليقف أمام مشاهدي المتاحف وكأنه شيء أثري ولى زمنه وأصبح في ذاكرة التاريخ. لذلك اهتمت البستكي بأن يكون الثوب الإماراتي بتفاصيله التي أحبتها المرأة في أن يكون ساتراً للجسم وفضفاضا، ولكن بشكل عصري ومتجدد يجعل المرأة ترتديه وبشكل يومي، مع استخدام أقمشة بنعومة الحرير وجودة التطريز وروعة الابتكار التي تتماتشى مع الموضة ومتطلبات الزمن الذي نعيشه.
لذلك سعت البستكي إلى المزج بين الحداثة والأصالة في قالب جمالي جذاب، وهذا العام اختارت قماش الشيفون والتل والشانتونج والحرير الهندي والساري الهندي والدانتيلا والأورجنزا، ومزجت بين أكثر من نوع واحد للقماش. واختارت ألوانا تمزج في جمال والوردي مع الأخضر والبنفسجي مع الأخضر وهكذا حسب ما أراه متناسقا من الألوان، واخترت أن يكون الشك بسيطا وناعما، فالمرأة الإماراتية تفضل أن تجتمع الفخامة والبساطة في الثوب الذي ترتديه، كذلك ترغب رانيا البستكي من خلال أزيائها المحافظة على تأصيل الذات والهوية الإماراتية والموروث التقليدي للمرأة الخليجية. وتؤكد رانيا البستكي أن موضة العباءات والجلاليب تتغير عن طريق إدخال الأفكار والقصات والألوان وترى أنها استطاعت تطوير العباءة الخليجية وأن هناك اقبالا شديدا جدا علي اقتناء الجلاليب من تصاميمها وليس فقط جلاليب العروس في ليلة الجناء ولكن أيضا في مناسبات رمضان والأعياد رغم صرعات الموضة العالمية، فالخليجيات مازلن يفضلن ارتداء الجلاليب فهي محببة إلى قلوبهن، حيث كانت الجلاليب من قبل واسعة ولها خط واحد، أما الآن فقد تطورت وأدخلنا عليها الهوت كوتور وأصبحت المرأة قادرة على ارتدائها في البيت والمناسبات الخاصة .
والطاسة والمرتعشة والكف اي ذهب العروسة الإماراتية هي الإكسسوارات التي تستخدمها البستكي في عروض أزيائها حتى تكتمل الصورة، فالثوب الإماراتي لا يكتمل جماله الا بوجود تلك الإكسسوارات التي تدل على الأصالة والهوية، وتقول ان العباءة الإماراتية قد تتشابه مع الأثواب الخليجية الأخرى والتي تسمى في الامارات جلابية وفي الكويت دراعة، وفي السعودية أيضا عباءة أو جلابية، وقد قامت البستكي بدمج الثوب الإماراتي والمكون قديما من قطعتين القطعة الأساسية من الحرير والقطعة التي فوقها مطرزة من الشيفون، فأصبح الثوب واحداً بأسلوب جديد ومختلف في التطريز وأدخلت التل والدانتيل بدلاً من الشيفون. وتقول رانيا البستكي لا تختلف ثياب العروس الإماراتية في تفصيلها وزخرفتها وتطريزاتها وألوانها عن ثيابها العادية، الا أنها تتميز بكثرتها حيث تحرص العروس على ارتداء تلك الأثواب بكثرة فمنها ما تلبسه في ليلة الحناء ويكون من اللون الأخضر وذلك تفاؤلاً بتلك الليلة ، كذلك الأثواب المتعددة منها ما يصلح للمنزل لاستقبال الضيوف، والأعراس والأعياد والسهرات العائلية، وغالبا استخدم لها الأقمشة الهندية الغنية بألوانها وزخرفتها وتطريزاتها التي تتناسب مع تراثنا في الامارات، وغالبا تختار العروس ثلاثة أثواب للحناء وليوم العرس وليوم الصباحية.
وتضيف انها قبل حفل الزفاف بعدة أشهر تجلس مع العروس ووالدتها لمناقشة أفكارهما حول الأثواب التي يرغبن في تصميمها للعروس، كذلك الأثواب التي ترغب قريبات العروس ووالدتها في ارتدائها في احتفالية العرس، ثم تبدأ في تجهيز التصاميم على الورق أولا ثم بعد الموافقة تبدأ في تجهيز الأثواب والتي تأخذ وقتاً طويلاً بسبب أنها جميعاً مشغولة يدوياً .
وتؤكد رانيا أن هناك عرائس يفضلن التصاميم الغريبة في تلك الليلة رغبة منهن في أن يلفتن الأنظار بتصاميم لم تلبسها عروس من قبل، ولهؤلاء تبذل رانيا مجهودا خرافيا في استحداث تقاليع تروق لهن مع الاحتفاظ أيضا برقة وفخامة ثوب العرس، والتي تعتبره يجب أن يكون لوحة جمالية تنبض بالفن، مستوحاة من المرأة الشرقية الحالمة وفي نفس الوقت يتناسب مع الموضة والحداثة، فتبهر العروس الأنظار، في تصاميم تظهر مكامن الأنوثة، مع اختيار الأقمشة التي تنسجم مع التصميم والتطريزات التي تضيء الثوب بالكريستال المرصع ببريقه والماس المتألق، أما الألوان فيطغى عليها الألوان المفرحة الزاهية مثل الأحمر والأزرق الملكي والأخضر الزمردي والتريكواز والأورانج .
عروض أزياء محلية وعربية
وقدمت رانيا عدة عروض أزياء محلية، وشاركت في جميع معارض الزفاف التي أقيمت في الدولة وآخرها معرض الأعراس في أكسبو الشارقة، والذي قدمت فيه حوالي 30 قطعه من أثواب الهوت كوتور والتي غلب عليها هذا العام وجود الساري الهندي والتي تقول عنه انه من أقدم الأزياء الموجودة في العالم حيث يمتد تاريخه إلى أكثر من 5000 سنة مضت.
ورغم تعدد خطوط الموضة الا أن الساري الهندي استطاع الصمود في مواجهة تلك التغيرات العصرية في الأزياء، وهو من الأزياء التي تمتاز بجمالها وبساطتها في نفس الوقت، وهو يمتاز بالاحتشام والمرونة في نفس الوقت ويتكون من بلوزة وتنورة وشال، ويمكن استبدال التنورة بالبنطلون الضيق أو الواسع، ومؤخرا استوحت الكثير من بيوت الأزياء العالمية أزياءها من الساري الهندي مع تطوير بعض ملامحه، وهذا ما فعلته أيضا وذلك بإضافة بعض التطورات البسيطة عليه وقامت باستخدام أفخم وأروع اقمشة الساري الهندي.
وقالت رانيا انطلقت بعروض الأزياء من الامارات ثم إلى الدول الخليجية ثم إلى بيروت في عرض أزياء بعنوان ليلة خليجية، وفي العرض قدمت ثوبا هدية الى الفنانة صباح، وقد اخترت لها اللون الأحمر الذي تفضله ومطرزاً بالشك اليدوي، وقد أعجبت الصبوحة بالثوب الذي يجمع بين الموضة وسحر وفخامة الشرق .
وتشير البستكي أنها تتمنى أن يزيد عدد مصممات الأزياء الإماراتيات لأن ذلك فعلا يدعو حقيقة إلى الفخر، وهذا يجعلهن جميعا يتنافسن من أجل تطوير الثوب والعباءة وبشكل يتناسب مع المرأة في الامارات، كذلك يعزز وجودهن على الساحة الخليجية وبشكل مشرف.
وترى البستكي أن المرأة كمصممة أزياء تستطيع أن تتفهم احتياجات المرأة، ورغم أن الرجل يقدم تصاميمها رائعة للمرأة الا أنه ربما يتمادى في خياله إلى أشياء غير واقعية، لكن المرأة كمصممة أزياء تستطيع ان تجلس مع الزبونة وتفهم ما تقصده من ارتداء الثوب، وربما تنظر إلى الموضوع أيضا بشكل اقتصادي يتناسب مع دخل المرأة التي ترغب في شراء هذا الثوب .
وتتطرق البستكي إلى الاختلاف بين ذوق الشابات وأمهاتهن قائله أمهات اليوم متطورات ويرغبن في ارتداء كل ما هو عصري، فلم تعد الأم تقليدية كما كانت في الماضي، بل يتبعن الموضة ويرغبن في الحداثة طالما لا تتعارض مع الاحتشام، بل على العكس قد يكن متحمسات لارتداء بناتهن الصرعات في اعراسهن أكثر من العرائس أنفسهن.
وهن متطلعات على الموضة العالمية ومتابعات لكل ما هو جديد تماما مثل بناتهن فلا فرق، وقلة من الأمهات تكاد تنعدم هي التي مازالت متمسكة بتلابيب الماضي، وهناك شابات يفضلن الصراعات والخروج عن المألوف من حيث الابتكارات والتصاميم خاصة فيما يخص أعراسهن .
فقد قمت مثلا بتصميم ثياب لعروس وكان مطرزا بورق الشجر الطبيعي، وثوب آخر مطرز بالفواكه الطازجة وكانت جرأة غير عادية مني وأيضا من العروس التي فضلت أن ترتدي هذا الثوب الملفت للأنظار حيث طرزته بالعنب والرمبوتا والرمان، وهناك ثوب آخر قمت بتطريزه بسبائك الذهب الدائرية والمستطيلة ، غالبا تأخذ مني تلك التصاميم أوقاتاً طويلة للعمل عليها، كما أنها أيضا مكلفة للغاية.
====================================